أدعية مستجابة عند نزول نزول المطر وسماع الرعد والبرق ,في ظل الظروف الجوية غير المستقرة، يزداد البحث عن الأدعية المأثورة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام للتضرع إلى الله سبحانه وتعالى عند حدوث الرعد والبرق ونزول المطر. ففي مثل هذه الأوقات، يشعر الإنسان بعظمة الخالق وقوته، ويلجأ إلى الدعاء والاستغفار طمعًا في رحمته وخوفًا من عذابه. في هذا المقال عبر موقع “اقرأها”، سنستعرض لكم مجموعة من الأدعية التي جاءت في السنة النبوية الشريفة والتي كان يرددها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عند هبوب الرياح وسماع الرعد ورؤية البرق، وكذلك عند نزول المطر، مع ذكر فضائل هذه الأدعية وأهميتها في حياتنا اليومية.
أهمية الدعاء عند حدوث الظواهر الطبيعية
إن الظواهر الطبيعية مثل الرعد والبرق والمطر ليست مجرد ظواهر علمية بحتة، بل هي آيات من آيات الله سبحانه وتعالى تدل على قدرته وعظمته. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم يتأملون في هذه الظواهر ويكثرون من الذكر والدعاء عند وقوعها، لما في ذلك من تذكير بعظمة الله واستشعار قدرته. ولذا، فمن المستحب للمسلم أن يحرص على الدعاء في مثل هذه الأوقات، سواء لطلب الخير أو لدفع الضرر.
الأدعية الواردة عند سماع الرعد ورؤية البرق
ورد في السنة النبوية أدعية مخصوصة تُقال عند سماع الرعد ورؤية البرق، ومن هذه الأدعية:
- كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنه إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: “سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته” (رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني).
- وعن ابن عباس رضي الله عنه، أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما هذا الرعد؟ فقال: “زجر يزجر به السحاب، حتى يكون نقمة أو رحمة”. فقال الرجل: يا رسول الله، فما هذا الصوت؟ قال: “هذا صوت ملك يزجر السحاب، يسوقه حيث أمره الله” (رواه الإمام أحمد والترمذي).
الدعاء عند هبوب الرياح
الرياح من جنود الله سبحانه وتعالى، فقد تكون رحمة وقد تكون عذابًا، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند هبوب الرياح بأدعية تشتمل على الاستعاذة من شرها وسؤال خيرها، ومن هذه الأدعية:
- “اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أُرسلت به” (رواه مسلم).
- وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الريح قد اشتدت اضطرب وجهه وقال: “اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابًا، اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا”.
الأدعية الواردة عند نزول المطر
المطر من النعم العظيمة التي أنعم الله بها على عباده، فهو سبب لحياة الأرض ونمو الزرع، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأدعية التي تُقال عند نزول المطر، ومنها:
- عند بداية نزول المطر كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “اللهم صيبًا نافعًا” (رواه البخاري).
- وكان صلى الله عليه وسلم إذا اشتد المطر يقول: “اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر” (رواه البخاري ومسلم).
- بعد نزول المطر كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “مطرنا بفضل الله ورحمته” (رواه البخاري ومسلم).
فضل الدعاء عند نزول المطر
يُعتبر وقت نزول المطر من الأوقات المباركة التي يُستجاب فيها الدعاء، فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ثنتان لا تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر” (رواه أبو داود وصححه الألباني). لذا، يُستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء في هذا الوقت، فيسأل الله من خير الدنيا والآخرة، ويستغفره ويتضرع إليه.
ماذا يفعل المسلم عند اشتداد العواصف والأمطار الغزيرة؟
عند اشتداد العواصف وهطول الأمطار بغزارة، ينبغي للمسلم أن يتحلى بالسكينة والطمأنينة، وأن يتوجه إلى الله بالدعاء والذكر، ويكثر من الاستغفار والتضرع، ومن أهم الأمور التي ينبغي القيام بها:
- قراءة القرآن الكريم والتسبيح والاستغفار.
- أداء الصلاة والدعاء بتضرع لله أن يجعلها أمطار خير وبركة.
- تجنب الخروج من المنزل إلا للضرورة حفاظًا على السلامة.
- التعاون مع الآخرين لمساعدة المتضررين إن وجدت حالات طارئة.
- وهناك صيغ مختلفة لدعاء المطر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا نافعًا غير ضار، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغًا إلى حين.
- اللهم ارحمنا ولا تبتلينا، وارزقنا من خيراتك كثيرًا يا رب العالمين.
- فعندما تقول نافعاً فهذا يعني أنك تسأل الله أن يعطينا النافع من هذا المطر وليس الضار.
- كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء سقوط المطر يحب التعرض لماء المطر، حتى يصيب بدنه وثوبه منه، فروي عن أَنَسٍ رضي الله عنه أنه قال: “أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ، قَالَ: “فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ : “لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى”.
الدعاء من أفضل العبادات التي تقرب العبد من ربه، خاصة في أوقات نزول المطر وحدوث الرعد والبرق وهبوب الرياح، حيث تكون القلوب خاشعة والألسنة رطبة بذكر الله. وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى العديد من الأدعية التي تناسب هذه الأوقات، والتي ينبغي لنا أن نحرص على ترديدها واغتنام الفرصة للتقرب إلى الله وسؤاله من فضله. نسأل الله أن يجعلها أمطار خير وبركة، وأن يرزقنا الاستجابة لدعواتنا، وأن يحفظنا من كل سوء. والله تعالى أعلم.