في موقع “اقراها”، نُدرك أن رحلة العمرة مش مجرد طواف وسعي، لكنها لحظة مقدسة بتجمع بين الجسد والروح، بين الزمان والمكان، وبين الأرض والسماء. وكل خطوة في شعائر العمرة لها ذكر، وكل مشهد فيها له دعاء. من أهم هذه الشعائر: السعي بين الصفا والمروة، الركن اللي بيحمل معاني التاريخ، والصبر، والتوكل، والروحانية المطلقة. في المقال ده، هنستعرض سوا دعاء الصفا والمروة زي ما ورد عن النبي ﷺ، وهنتكلم كمان عن أهم الأذكار اللي يقدر المسلم يقولها أثناء السعي، وإزاي يستشعر عظمة اللحظة وقدسيتها.
أصل السعي بين الصفا والمروة: مشهد تاريخي خالد في قلوب المؤمنين
قبل ما نبدأ في الدعاء، لازم نفهم الأول معنى السعي، وإيه سبب وجوده كشعيرة من شعائر العمرة والحج.
- الصفا والمروة هما جبلين صغيرين داخل الحرم المكي، واللي بينهم بيتّم السعي.
- الصفا سُمي كده لأن صخوره ملساء قوية.
- أما المروة فهي من “المرو”، وهي حجارة بيضاء ناعمة.
الحدث التاريخي الأساسي:
قصة السيدة هاجر، أم سيدنا إسماعيل، لما كانت بتدور على الماء في الصحراء، راحت تركض بين الصفا والمروة 7 مرات في مشهد مؤثر مليان إيمان وأمل. ولما اشتدت بها الحاجة، تفجرت زمزم عند قدم ابنها.
ده أصل السعي، وعلشان كده السعي مش مجرد حركة، ده إعادة إحياء لقصة فيها تضحية، يقين، وثقة كاملة بالله.
دعاء الصفا والمروة كما ورد عن النبي ﷺ
نبدأ بالدعاء اللي قاله النبي ﷺ لما بدأ السعي، زي ما ورد في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، واللي وصف بالتفصيل خطواته:
“فبدأ بالصَّفا فرقي عليه حتى رأى البيت فكبر الله وهلله، وقال:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.
ثم دعا بين ذلك وقال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة…”.
نقاط مهمة في هذا الدعاء:
- يبدأ بقراءة الآية: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ” [البقرة: 158].
- التكبير والتهليل والتسبيح.
- الدعاء بـ: “لا إله إلا الله…” 3 مرات على الصفا، ومثلها على المروة.
- التكرار يدل على التأمل والتفاعل، مش مجرد كلمات.
الدعاء هنا بيجمع بين التوحيد، الشكر، والثقة في الله – وهي معاني لازم نعيشها خلال السعي.
أذكار السعي بين الصفا والمروة كما وردت عن الصحابة
مش بس النبي ﷺ، لكن كمان الصحابة كانوا حريصين على الدعاء والتسبيح أثناء السعي. من أبرز الأدعية:
عن ابن عمر رضي الله عنهما:
“لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون…”
ثم يضيف:
“اللهم اعصمني بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك… اللهم اجعلني من أئمة المتقين، ومن ورثة جنة النعيم، واغفر لي خطيئتي يوم الدين…”
هذا الدعاء جامع لعدة حاجات:
- عصمة من الفتن
- حب الله وملائكته ورسله
- الثبات على الإسلام
- طلب الجنة ومغفرة الذنوب
الدعاء ده يعتبر من جوامع الكلم، ويستحب الدعاء به أثناء المشي بين الصفا والمروة، خصوصًا في مواضع الركض (الرمل) وبين الأشواط.
كيف تؤدي السعي بين الصفا والمروة مع الذكر الصحيح؟
الخطوات العامة للسعي:
- تبدأ من الصفا: تقف عليه وتقرأ الآية (إِنَّ الصَّفَا…)، ثم تكبر وتهلل وتقول الدعاء.
- تنزل باتجاه المروة: تمشي حتى تصل للوادي (المكان الأخضر)، وهناك تسعى بسرعة (ركض خفيف).
- تصل إلى المروة: تقف عليه وتكرر ما قلته على الصفا.
- تكمّل 7 أشواط: من الصفا إلى المروة = شوط، ومن المروة إلى الصفا = شوط آخر.
كل شوط فيه وقت عظيم للدعاء. مش لازم تقول نفس الدعاء كل مرة، ادعي من قلبك، واطلب ما شئت لخيري الدنيا والآخرة.
أهم النصائح الروحية أثناء السعي
- استشعر القصة: تخيل السيدة هاجر وهي تركض بأمل في قلبها، ورضيع عطشان بين يديها.
- ردّد الأذكار المأثورة: لأنها بتفتح لك باب الاستجابة، وبتوصلك لحالة من الصفاء الروحي.
- ادعي لنفسك، لأهلك، ولكل محتاج: ده وقت مستجاب، ومكان من أعظم الأماكن عند الله.
- استشعر النية في كل خطوة: إنك بترجع لحالة التوكل الخالص، زي ما عملت هاجر.
- حافظ على التواضع والخشوع: لا تحول السعي لنزهة أو تمرين رياضي، دي عبادة.
الخاتمة
السعي بين الصفا والمروة مش مجرد شعيرة، لكنه موقف بيختبر فيه الله صدقك، ويقيس فيه مدى يقينك في رحمته. الدعاء اللي بتقوله مش بيتوه، كل كلمة بتترفع، وكل دمعة بتتحسب. في موقع “اقراها”، بنفتكر دايمًا إن القلوب اللي بتدعي بصدق هي اللي بتوصل، حتى لو الدعاء كان بسيط. خلي لحظة السعي لحظة حياة.. مشي برجلك، لكن خلي قلبك يركض ناحية الله.