الشعر العربي الجاهلي تعني اشعار الشعراء العرب الذين كانوا في العصر الجاهلي حيث كانت اجمل اشعارهم الشعر العبي في الغزل وفي الحب لانها كانت تأتي باللغة العربية الفصحاء وفيها من النوادر والقصص الجميلة لتجعل من الشعر جميل جداً حيث ان اهم ما يمتاز به العصر الجاهلي كثرة الشعراء وذلك لاهتمام العرب بقول الشعر لما فيه من تجسيد لحياتهم وكل اهتماماتهم واهمية الشعراء بينهم حتى ان بعض قصائد الشعراء علقت في الكعبة المشرفة وسميت بالمعلقات السبع ولهذا نقدم لكم مجموعة من الشعر العربي الجاهلي ونتمنى ان تروق لك.
الشعر العربي الجاهلي :
أبو العتاهية :
- يا أَيُّها الحَيُّ الَّذي هُوَ مَيِّتٌ
أَفنَيتَ عُمرَكَ بِالتَعَلُّلِ وَ المُنى
أَمّا المَشيبُ فَقَد كَساكَ رِداؤُهُ
وَ اِبتَزَّ عَن كَفَّيكَ أَثوابَ الصِّبا
خالِف هَواكَ إِذا دَعاكَ لِرَيبَةٍ
فَلَرُبَّ خَيرٍ في مُخالَفَةِ الهَوى
عَلَمُ المَحَجَّةِ بَيِّنٌ لِمُريدِهِ
وَ أَرى القُلوبَ عَنِ المَحَجَّةِ في عَمى
وَ لَقَد عَجِبتُ لِهالِكٍ وَ نجاتُهُ
مَوجودَةٌ، وَ لَقَد عَجِبتُ لِمَن نَجا.
البرجمي :
- أَجُبَيلُ إِنَّ أَباكَ كارِبُ يَومِهِ
فَإِذا دُعيتَ إِلى العَظائِمِ فَاِعجَلِ
أوصيكَ إيصاءَ اِمرِئٍ لَكَ ناصِحٍ
طَبِنٍ بِرَيبِ الدَهرِ غَيرِ مُغَفَّلِ
اللَهَ فَاِتَّقِهِ وَأَوفِ بِنَذرِهِ
وَإِذا حَلَفتَ مُمارِياً فَتَحَلَّلِ
وَالضَيفَ أَكرِمهُ فَإِنَّ مَبيتَهُ
حَقٌّ وَلا تَكُ لُعنَةً لِلنُزَّلِ
وَاِعلَم بَأَنَّ الضَيفَ مُخبِرُ أَهلِهِ
بِمَبيتِ لَيلَتِهِ وَإِن لَم يُسأَلِ
وَدَعِ القَوارِصَ لِلصَديقِ وَغَيرِهِ
كَي لا يَرَوكَ مِنَ اللِئامِ العُزَّلِ
وَصِلِ المُواصِلَ ما صَفا لَكَ وُدُّهُ
وَاِحذَر حِبالَ الخائِنِ المُتَبَدِّلِ
وَاِترُك مَحَلَّ السَوءِ لا تَحلُل بِهِ
وَإِذا نَبا بِكَ مَنزِلٌ فَتَحَوَّلِ
دارُ الهَوانِ لِمَن رَآها دارَهُ
أَفَراحِلٌ عَنها كَمَن لَم يَرحَلِ
وَإِذا هَمَمتَ بِأَمرِ شَرٍّ فَاِتَّئِد
وَإِذا هَمَمتَ بِأَمرِ خَيرٍ فَاِفعَلِ
وَإِذا أَتَتكَ مِنَ العَدُوِّ قَوارِصٌ
فَاِقرُص كَذاكَ وَلا تَقُل لَم أَفعَلِ
وَإِذا اِفتَقَرتَ فَلا تَكُن مُتَخَشِّعاً
تَرجو الفَواضِلَ عِندَ غَيرِ المُفضِلِ
وَإِذا لَقيتَ القَومَ فَاِضرِب فيهِمُ
حَتّى يَرَوكَ طِلاءَ أَجرَبَ مُهمَلِ
وَاِستَغنِ ما أَغناكَ رَبُّكَ بِالغِنى
وَإِذا تُصِبكَ خَصاصَةٌ فَتَجَمَّلِ
وَاِستَأنِ حِلمَكَ في أَمورِكَ كُلِّها
وَإِذا عَزَمتَ عَلى الهَوى فَتَوَكَّلِ
وَإِذا تَشاجَرَ في فُؤادِكَ مَرَّةً
أَمرانِ فَاِعمِد لِلأَعَفِّ الأَجمَلِ
وَإِذا لَقيتَ الباهِشينَ إِلى النَدى
غُبراً أَكُفُّهُم بِقاعٍ مُمحِلِ
فَأَعِنهُمُ وَأَيسِر بِما يَسَروا بِهِ
وَإِذا هُمُ نَزَلوا بِضَنكٍ فَاِنزِلِ.
الأسود بن يعفر النهشلي :
- هَل لِشبابٍ فات من مَطلب
أم ما بُكاءُ البائسِ الأَشيب
ِإلا الأضاليل ومن لا يَزَل
يُوفي على مهلكه يَعصَب
بُدّلتُ شيبا قد عَلا لمتي
بعد شَبابٍ حَسنٍ مُعجبِ
صَاحبتُه ثُمَّت فارَقتُهُ
ليتَ شبابي ذاك لم يَذهبِ
وقد أُراني والبلى كأسمه
إذ أنا لم أصلع ولم أحدَبِ
ولم يُعرني الشيب أثوابه
أصبى عُيون البيضِ كالرَبربِ
كأنما يومَي حَولٌ إذا
لم أشهَدِ اللَّهو ولم ألعبِ
وقَهوةٍ صهباءَ باكرتُها
بجُهمةٍ والديكُ لم ينعَبِ
وطامح الرأسِ طويلِ العمى
يذهبُ جَهلا كلما مَذهبِ
كويته حين عدا طورَه
في الرأس منهُ كيَّة المكلبِ
وغارةٍ شعواءَ ناصبتُها
بسابحٍ ذي حُضُرٍ مُلهبِ
تراهُ بالفارسِ من بعد ما
نكّسَ ذو اللأمةِ كالأنكبِ
وصَاحِبٍ نَبّهتُهُ مَوهنا
ليسَ بأناحٍ ولا جأنبِ
أروعَ بُهلولٍ خميص الحشا
كالنَّصل ما تركب به يركبِ
فقامَ وسنانَ إِلى رحلهِ
وجَسرةٍ دَوسرةٍ ذعلِبِ
ومَربأ كالزُّجِ أشرفتهُ
والشمس قد كادت ولم تَغرُبِ
تلّفني الريحُ على رأسهِ
كأنني صَقرٌ على مَرقَبِ
ذاك ومَولي يمُجُّ الندى
قُريانهُ أخضرُ مُغلَولبِ
قفر حَمته الخيلُ حتى كأن
نَ زاهرُهُ أُغشيَ بالزرنبِ
جاد السما كان بِقُريانهِ
بالنجم والنَثرة والعقربِ
كأنَّ أصواتَ عَصافيرِه
أصوابُ راعي ثَلَّةٍ مُحصبِ
قُدتُ به أجردَ ذاميعَةٍ
عَبلِ الشوى كالصدع الأشعبِ
فَرداً تُغنيني مكاكيّهُ
تَغنيَ الولدان والملعَبِ.
الربيع بن ضبع الفزاري :
- عَلَى حَرج يا عَبسُ أَضحَى أَخوكُمُ وَبِتُّ عَلَى أَمرٍ بِغَيرِ جناحِ
حَذار حُروب الأَقرَبينَ وَإِنَّهُ لَيَأتي افتِلاتاً وَجهُ كلِّ صَباحِ
أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ مَن لا أَخاً لَه كَساعٍ إِلَى الهَيجا بِغَيرِ سِلاحِ
وَإِنَّ ابنَ عَم المرير فَاِعلَم جناحه وَهَل يَنهَض البازي بِغَيرِ جناحِ
لَنا غطة في الذاهِبينَ وَعبرَة تُفيدُ ذَوي الأَلبابِ أمر صَلاحِ
أَلَم تَعلَموا ما حاوَلَ الصَّعب مدّه وَما صَبح الساعِي وَآل رزاحِ
فَهَل بَعد ذي القَرنَين مَلكٌ مُخَلَّدٌ وَهَل بَعد ذي المَلكَين يَوم فَلاحِ
تَريشُ لَهُ الأَطيار عِندَ غُدوِّه وَتَجنَحُ إِن أَومى لَها بِرَواحِ.
الأسعر الجعفي :
- أَبلِغ أَبا حُمرانَ أَنَّ عَشيرَتي
ناجوا وَلِلنَّفَرِ المُناجينَ التَوى
باعوا جَوادَهُمُ لِتَسمَنَ أُمُّهُم
وَلِكَي يَبيتَ عَلى فِراشِهِمُ فَتى
عِلجٌ إِذا ما اِبتَزَّ عَنها ثَوبَها
وَتَخامَصَت قالَت لَهُ ماذا تَرى
لَكِن قَعَيدَةُ بَيتِنا مَجفُوَّةٌ
بادٍ جَناجِنُ صَدرِها وَلَها غِنى
تُقفي بِعيشَةِ أَهلِها مَلبونَةً
أَو جُرشُعاً عَبلَ المَحازِمِ وَالشَوى
مَن كانَ كارِهَ عَيشِهِ فَلَيَأتِنا
يَلقَ المَنِيَّةَ أَو يَؤوبَ لَهُ غِنى
وَلَقَد عَلِمتُ عَلى تَجَنُّبِيَ الرَدى
أَنَّ الحُصونَ الخَيلُ لا مَدَرُ القُرى
راحوا بَصائِرُهُم عَلى أَكتافِهِم
وَبَصيرَتي يَعدو بِها عَتَدٌ وَأى
نَهدُ المَراكِلِ لا يَزالُ زَميلُهُ
فَوقَ الرِحالَةِ ما يُبالي ما أَتى
أَمّا إِذا اِستَدبَرتَهُ فَتَسوقُهُ
رِجلٌ قَموصُ الوَقعِ عارِيَةُ النَسا
أَمّا إِذا اِستَعرَضتَهُ مُتَمَطِّراً
فَتَقولُ هَذا مِثلُ سِرحانِ الغَضا
أَمّا إِذا اِستَقبَلتَهُ فَكَأَنَّهُ
بازٌ يُكَفكِفُ أَن يَطيرَ وَقَد رَأى
إِنّي وَجَدتُ الخَيلَ عِزّاً ظاهِراً
تَنجي مِنَ الغُمّى وَيَكشِفنَ الدُجى.
الربيع بن ضبع :
- أَلا أَبلِغ بَنِيَّ بَنِي رَبيعٍ فَأَشرارُ البَنين لكُم فِداءُ
بِأَنِّي قَد كَبرتُ وَدَقَّ عَظمي فَلا تَشغَلكُمُ عَنِّي النِّساءُ
وَإِنَّ كَنائِني لَنِساءُ صِدقٍ وَما آلى بَنيَّ وَلا أَساءوا
إِذا كانَ الشِّتاءُ فأَدفِئونِي فَإِنَّ الشَّيخَ يَهدِمُهُ الشِّتاءُ
وَأَمَّا حينَ يَذهَبُ كُلُّ قر فَسِربالٌ خَفيفٌ أَو رِداءُ
إِذا عاشَ الفَتَى مائتَينِ عاماً فَقَد ذَهَبَ اللذَاذَةُ وَالفَناءُ.
القيرواني :
- يـا ليلُ الصبُّ متى غدُه أقيامُ السَّاعةِ مَـوْعِدُهُ
رقدَ السُّمَّارُ فـأَرَّقـه أسفٌ للـبـيْنِ يــردِّدهُ
فبكاهُ الـنجمُ ورقَّ لـه مـمّـا يـرعـاه ويـرْصُدهُ
كلِفٌ بـغزالٍ ذِي هَـيَفٍ خوفُ الواشين يشرّدهُ
نصَبتْ عينايَ له شرَكاً في النّومِ فـعزَّ تصيُّدهُ
وكفى عجباً أَنِّي قنصٌ للسِّرب سـبانِي أغْيَدهُ
صنمٌ للفتنةٍ منتصبٌ أهواهُ ولا أتعبَّدُهُ.
العباس بن الاحنف :
- أَميرَتي لا تَغفِري ذَنبي
فَإِنَّ ذَنبي شِدَّةُ الـحُـبِّ
يا لَيتَني كُنتُ أَنا الـمُبتَلى
مِنكِ بِأَدنى ذَلِكَ الذَنبِ
حَدَّثتُ قَلبي كاذِباً عَنكُمُ
حَتّى اِستَحَت عَينَيَ مِن قَلبي
إِن كانَ يُرضيكُم عَذابي وَأَن
أَموتَ بِالحَـسرَةِ وَالكَربِ
فَالسَمعُ وَالطاعةُ مِنّي لَكُم
حَسبي بِما تَرضَونَ لي حَسبي.
عنترة بن شداد :
- بَرْدُ نَسيم الحجاز في السَّحَرِ إذا أتاني بريحهِ العطِرِ
ألذُّ عندي مِمَّا حَوتْهُ يدي مِنَ اللآلي والمالِ والبِدَر
ومِلْكُ كِسْرَى لا أَشتَهيه إذا ما غابَ وجهُ الحبيبِ عنْ نظري
سقى الخِيامَ التي نُصبْنَ على شربَّةِ الـأُنسِ وابلُ المطر
منازلٌ تَطْلعُ البدورُ بها مبَرْقعاتٍ بظُلمةِ الشَّعر
تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ وَهْيَ لاهِيَةٌ كأنّما شَفَّ وَجْهَها نُزُفُ
بيضٌ وسُمْرٌ تَحْمي مَضاربَها أساد غابٍ بالبيضِ والسُّمر
صادتْ فُؤادي مِنهُنَّ جاريةٌ مكْحولةُ المقْلتين بالحور
تريكَ مِنْ ثغرِها إذا ابتَسمت كأسَ مُدامٍ قد حُفَّ بالدُّررِ
أعارت الظَّبيَ سِحرَ مقْلتها وباتَ ليثُ الشَّرَى على حذَر
خودٌ رداحٌ هيفاءُ فاتِنةٌ تُخجلُ بالحُسنِ بهجةَ القمر
يا عبلَ نارُ الغرام في كَبدي ترمي فؤَادي بأَسْهُم الشرر
ذا الريحُ هبَّتْ منْ ربى العلم السعدي طَفا برْدُها حرَّ الصبابةِ والوَجدِ
وذكَّرني قوْماً حَفِظتُ عهُودَهُمْ فما عَرفُوا قَدري ولاَ حَفِظُوا عهدي
ولولاَ فتاةٌ في الخيامِ مُقيمَةٌ لما اختَرْتُ قربَ الدَّار يوماً على البعدِ
مُهفْهَفةٌ والسِّحرُ من لَحظاتها إذا كلَّمتْ ميْتاً يقُوم منَ اللَّحْدِ
أشارتْ إليها الشَّمْسُ عِنْد غرُوبها تقُول إذا اسودَّ الدُّجى فاطْلعي بعدي
وقال لـها البدْرُ المنير ألاَ اسْفري فإنَّك مثْلي في الكَمال وفي السَّعْدِ
فوَلّتْ حياءً ثم أَرْخَتْ لِثامَها وقد نثرَتْ منْ خَدِّها رطِبَ الورْد
وَسَلَّتْ حُساماً من سَواجي جفُونها كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّ
تُقاتلُ عيناها به وَهْوَ مُغمدٌ ومنْ عَجبٍ أنْ يَقْطع السَّيْفُ في الغِمْدِ
مُرنِّحةُ الـأَعطاف مَهْضومةُ الحَشا منَعَّمة الـأَطْرافِ مائسة القَدِّ
يبيتُ فُتاتُ المسْكِ تحتَ لثامها فيزدادُ منْ أنْفاسها أرَجُ النَّدِّ
ويطْلُع ضَوءُ الصبْح تَحتَ جَبينها فيغْشاهُ ليلٌ منْ دجى شَعرها الجَعد
وبين ثناياها إذا ما تَبسَّمتْ مديرُ مُدامٍ يَمزجُ الرَّاحَ بالشَّهد
شكا نَحْرُها منْ عِقدها متظلِّماً فَواحَربا منْ ذلكَ النَّحْر والعقْدِ
فهلْ تسمَحُ الـأَيامُ يا ابْنةَ مالكٍ بوَصْلٍ يُدَاوي القَلْبَ منْ ألم الصَّدِّ
سأَحْلُم عنْ قومي ولو سَفكوا دمي وأجرعُ فيكِ الصَّبرَ دونَ الملا وحدي
وحَقّكِ أَشْجاني التَّباعدُ بعدكم فهل أنتمُ أشْجاكُم البُعدُ منْ بعدي
حَذِرْتُ من البيْن المفرِّق بيْننا وقد كانَ ظنِّي لا أُفارقكمْ جَهدي
فإنْ عاينت عيني المَطايا وركْبها فرشتُ لدَى أخْفافها صَفحةَ الخدّ.
الحارث الحضرمي :
- أَتَهجُرُ أَم لا اليَومَ مَن أَنتَ عاشَقُهْ
وَمَن أَنتَ مُشتاقٌ إِلَيهِ وَشائِقُه
هْوَمَن أَنتَ طولَ الدَهرِ ذِكرُ فُؤادِهِ
وَمَن أَنتَ في صُرمِ الخَلائِقِ وامِقُهْ
وَرِئمٍ أَحَمِّ المُقلَتَينِ مُوَشَّحٌ
زَرابِيُّهُ مَبثوثَةٌ وَنَمارِقُهْ
أَغَنَّ غَضيضِ الطَرفِ عَذبٍ رُضابُهُ
تَعَلَّلُ بِالمِسكِ الذَكِيِّ مُفارِقُهْ
بَذَلتُ لِشَيخَيهِ التِلادَ فَنِلتُهُ
وَما كِدتُ حَتّى سافَ مالي أُوافِقُهْ
وَغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ اِسجَحَ فَاِرتَوى
مِنَ الماءِ حَتّى ضاقَ بِالماءِ طالِقُهْ
أَجَشَّ دَجوجِيٍّ إِذا جادَ جَودَةً
عَلى البيدِ أَوفى وَاِتلِأَبَّت دَوافِقُهْ
مُلِثٍّ فُوَيقَ الأَرضِ دانٍ كَأَنَّهُ
دُجى اللَيلِ أَرسى يَفحَصُ الأَرضَ وادِقُهْ
هَزيمٍ يَسُحُّ الماءَ عَن كُلِّ فِيقَةٍ
مُرِنٍّ كَثيرٍ رَعدُهُ وَبَوارِقُهْ
إذا جَلَّلَت أَعجازَهُ الريحُ جَلجَلَت
تَواليهِ رَعداً فَاِستَهَلَّت رَواتِقُهْ
إِذا ما بَكى شَجواً تَحَيَّرَ مُسمِحٌ
عَلى الجوفِ حَتّى تَتلَئِبَّ سَوابِقُهْ
فأَقلَعَ عِن مِثلِ الرِحالِ تَرى بِهِ
خَناطيلَ أَهمالٍ تَجولُ حَزائِقُهْ.
عمرو بن كلثوم :
- أجمع صحبتي سحر ارتحالا ولم أشعر ببين منك هالا
ولم أر مثل هالة في معد تشبه حسنها ألا الهلالا
ألا أبلغ بني جشم بن بكر وتغلب كلها نبأ جلالا
بأن الماجد البطل ابن عمرو غداة نطاع قد صدق القتالا
كتيبته ململمة رداح إذا يرمونها تنبي النبالا
جزى الله الأغر يزيد خيرا ولقاه المسرة والجمالا
بمأخذه ابن كلثوم بن سعد يزيد الخير نازله نزالا
بجمع من بني قران صيد يجيلون الطعان إذا أجالا
يزيد يقدم الشقراء حتى يروي صدرها الأسل النهالا.
طرفة بن العبد :
- وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ
عدولية ٌ أو من سفين ابن يامنٍ يجورُ بها المَّلاح طوراًويهتدي
يشقُّ حبابَ الماءِ حيزومها بها كما قسَمَ التُّربَ المُفايِلُ باليَدِ
وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
خذولٌ تراعي ربرباً بخميلة ٍ تَناوَلُ أطرافَ البَريرِ، وتَرتَدي
وتبسمُ عن ألمَى كأنَّ مُنوراً تَخَلّلَ حُرَّ الرّمْلِ دِعْصٌ له نَدي
سقتهُ إياة ُ الشمس إلا لثاتهُ أُسف ولم تكدم عليه بإثمدِ
ووجهٌ كأنَّ الشمس ألقت رداءها عليه، نَقِيَّ اللّونِ لمْ يَتَخَدّدِ
وإنّي لأمضي الهمّ، عند احتِضاره، بعوجاء مرقالٍ تروحُ وتغتدي
أمونٍ كألواح الإرانِ نصَأْتُها على لاحب كأنهُ ظهرُ بُرجد
جَماليّة ٍ وجْناءَ تَردي كأنّها سَفَنَّجَة ٌ تَبري لأزعَرَ أربَدِ
تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت وَظيفاً وَظيفاً فَوق مَورٍ مُعبَّدِ
تربعت القفّين في الشول ترتعي حدائق موليِّ الأسرَّة أغيد
تَريعُ إلى صَوْتِ المُهيبِ، وتَتّقي، بِذي خُصَلٍ، رَوعاتِ أكلَفَ مُلبِدِ
كأن جناحي مضرحيٍّ تكنّفا حِفافَيْهِ شُكّا في العَسِيبِ بمَسرَدِ
فَطَوراً به خَلْفَ الزّميلِ، وتارة ً على حشف كالشنِّ ذاوٍ مجدّد
لها فَخِذانِ أُكْمِلَ النّحْضُ فيهما كأنّهُما بابا مُنِيفٍ مُمَرَّدِ
وطَيُّ مَحالٍ كالحَنيّ خُلوفُهُ، وأجرِنَة ٌ لُزّتْ بِدَأيٍ مُنَضَّدِ
كَأَنَّ كِناسَي ضالَةٍ يُكنِفانِها وَأَطرَ قِسيٍّ تَحتَ صُلبٍ مُؤَيَّدِ
لَها مِرفَقانِ أَفتَلانِ كَأَنَّها تَمُرُّ بِسَلمَي دالِجٍ مُتَشَدَّدِ
كقنطرة الرُّوميِّ أقسمَ ربها لتكفننْ حتى تُشادَ بقرمد
صُهابِيّة ُ العُثْنُونِ مُوجَدَة ُ القَرَا بعيدة ُ وخد الرِّجل موَّراة ُ اليد
أُمرُّتْ يداها فتلَ شزرٍ وأُجنحتْ لها عَضُداها في سَقِيفٍ مُسَنَّدِ
جنوحٌ دقاقٌ عندلٌ ثم أُفرعَتْ لها كتفاها في معالى ً مُصعَد
كأن عُلوبَ النّسع في دأياتها مَوَارِدُ مِن خَلْقاءَ في ظَهرِ قَردَدِ
تَلاقَى ، وأحياناً تَبينُ كأنّها بَنائِقُ غُرٌّ في قميصٍ مُقَدَّدِ
وأتْلَعُ نَهّاضٌ إذا صَعّدَتْ به كسُكان بوصيٍّ بدجلة َ مُصعِد
وجمجمة ٌ مثلُ العَلاة كأنَّما وعى الملتقى منها إلى حرف مبرَد
وخدٌّ كقرطاس الشآمي ومشْفَرٌ كسَبْتِ اليماني قدُّه لم يجرَّد
وعينان كالماويتين استكنَّتا بكهْفَيْ حِجاجَيْ صخرة ٍ قَلْتِ مورد
طَحُورانِ عُوّارَ القذى ، فتراهُما كمكحولَتي مذعورة أُمِّ فرقد
وصادِقَتا سَمْعِ التوجُّسِ للسُّرى لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أو لصَوْتٍ مُندِّد
مُؤلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتقَ فِيهِما، كسامعتيْ شاة بحوْمل مفرد
وَأرْوَعُ نَبّاضٌ أحَذُّ مُلَمْلَمٌ، كمِرداة ِ صَخرٍ في صَفِيحٍ مُصَمَّدِ
وأعلمُ مخروتٌ من الأنف مارنٌ عَتيقٌ مَتى تَرجُمْ به الأرض تَزدَدِ
وإنْ شئتُ لم تُرْقِلْ وإن شئتُ أرقَلتْ مخافة َ مَلويٍّ من القدِّ مُحصد
وإن شِئتُ سامى واسِطَ الكورِ رأسُها وعامت بضبعيها نجاءَ الخفيْدَدِ
على مثلِها أمضي إذا قال صاحبي ألا لَيتَني أفديكَ منها وأفْتَدي
وجاشَتْ إليه النّفسُ خوفاً، وخالَهُ مُصاباً ولو أمسى على غَيرِ مَرصَدِ
إذا القومُ قالوا مَن فَتًى خِلتُ أنّني عُنِيتُ فلمْ أكسَلْ ولم أتبَلّدِ
أحَلْتُ عليها بالقَطيعِ فأجذَمتْ، وقد خبَّ آل الأَمعز المتوقد
فذلك كما ذالت وليدة مجلس تُري ربّها أذيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ
ولستُ بحلاّل التلاع مخافة ً ولكن متى يسترفِد القومُ أرفد.
النابغة الذبياني :
- فبتُّ كأنّ العائداتِ فرشن لي هراساً، به يُعلى فِراشي ويُقْشَبُ
حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ
لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني خِيانَة لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ
و لكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ منَ الأرضِ فيه مسترادٌ ومذهبُ
مُلوكٌ وإخوانٌ، إذا ما أتَيتُهُمْ، أحكمُ في أموالهمْ وأقربْ
كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطنعتهمْ، فلم ترَهُمْ، في شكر ذلك، أذْنَبُوا
فلا تتركني بالوعيدِ ، كأنني إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ
ألمْ ترَ أنّ اللهَ أعطاكَ سورة ً ترى كلّ مَلْكٍ، دونَها،يتذَبذَبُ
فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ، إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ
و لستَ بمستبقٍ أخاً ، لا تلمهُ على شَعَثٍ، أيُّ الّرجال المُهَذَّبُ
فإنْ أكُ مظلوماً ؛ فعبدٌ ظلمتهُ وإنْ تكُ ذا عُتَبى فمثلُكَ يُعتِبُ.
لمهلهل عُديّ بن ربيعة التغلبي :
- دعوتك ياكليب فلم تجبني وكيف تجيبني البلد القفار
اجبني ياكليب خلاك ذم لقد فجعت بفارسها نزار
سقاك الغيث انك كنت غيثا ويسرا حين يلتمس اليسار.
الأخطل الصغير :
- قد أتاكَ يعتذرُ، لا تسلْهُ ما الخبرُ
كلّما أطلْتَ له في الحديثِ يختصرُ
في عيونِهِ خبرٌ، ليسَ يكذبُ النظرُ
قد وهبْتُه عمري ضاعَ عندَه العمرُ
حبُّنا الذي نشروا من شذاهُ ما نشروا
صُوِّحَتْ أزاهرُه قبلَ يعقدُ الثمرُ
عدْ فعنكَ يؤنسُني في سمائِهِ القمرُ
قد وفى بموعدِهِ حينَ خانَتِ البشرُ.
طرفة بن العبد :
- إذا قلَّ مالُ المرءِ قلَّ بَهَاؤُهُ
وضاقتْ عليه أَرْضُهُ وسماؤُهُ
وأصبحَ لا يدري وإنْ كان حازِمًا
أَقُدَّامُه خيرٌ له أم وراؤُهُ
ولم يمشِ في وجهٍ مِن الأرضِ واسِعٍ
مِن الناسِ إلا ضاقَ عنه فَضَاؤُهُ
فإنْ غابَ لم يَشْتَقْ إليه صَديقُهُ
وإنْ آبَ لم يفرحْ به أَصْفِياؤُهُ
وإنْ ماتَ لم يَفْقِدْ وَليٌّ ذَهَابَهِ
وإنْ عاشَ لم يَسْرُرْ صديقًا لِقَاؤُهُ.
عنترة بن شداد :
- إذا لعبَ الغرامُ بكلَّ حرَّ حَمِدْتُ تجلُّدي وشَكَرْتُ صبري
وفضلتُ البعادَ على التداني وأخفيت الهوى وكتمت سرِّي
ولا أُبْقي لعذَّالي مجالا ولا أشْفي العدُوَّ بهتْكِ سِتْري
عرَكْتُ نَوائِبَ الأَيام حتى عرفتُ خيالها منْ حيثُ يسري
وذلَّ الدَّهر لمَّا أن رآني أُلاقي كلَّ نائبة ٍ بصدري
وما عابَ الزَّمانُ عليّ لوْني ولا حَطّ السوادُ رفيع قَدري
سموتُ إلى العلا وعلوتُ حتى رأَيتُ النَّجمَ تَحتي وهو يجري
وقَوماً آخرين سَعَوا وعادُوا حيارى ما رأوا أثراً لأثري.